[center]مرحباً بكم جميعاً
الى أعماق ما أكنه من حزني حزن ((راويه))
"الحــــزن الدفين"
هذه القصة حقيقيه حدثت معي شخصياً .. منذ فترة ليست بطويله
أليكم ما حدث :
_____________
كانت كروعة قوس قزح تطل علي في كل صباح ببهجتها المعتادة
وحيويتها المفعمة بالنشاط تملأ العالم الواناً ..
اعتدت تهكماتها المتكررة وسخريتها شريط يعيد طي نفسه
كانت دائماً تقول لي :
"نعم نعم .. أيتها الصغيرة الجميلة أذهبي للبحث عن روميو صغير يناسبك"
تنعتني دائماً بالصغيره التي لاتعرف سوى الدلال .. وكان هذا وهماً هي بطلته
كانت هي من تدللني امام الجميع وتهتم بي اهتمام زائد الى حد الأحراج ..
كانت نعم الصديقة بالفعل .. متألقة متميزة جداً ..أعشقها الى حد الثمالة .. باستثناء انها
تغيضني في بعض الأحيان
لم تكن تلقي بالاً لشيء سواي.
كنا مجموعة كبيرة من الفتيات .. ولكن كنا نحن ابرزهن "انا وصديقتاي(ندى وحنان)
في ذات يوم كنا في خضم حفل كبير .. تتعالى ضحكاتنا فرحين
"لم اعيرهم اي اهتمام كنت قلقة ابحث عنها .. فانا لم اراها منذ بداية هذا اليوم ..اعتدت ان تكون هي
اول من يلقي علي التحية
اين هي ؟ ذهبت اسـأل عنها المارة :
"هل رأيتم حنان ؟
الأجابة الحتمية كانت الرفض
غريب !! اين يمكن أن تكون قد ذهبت ؟
اسرعت الى ندى لأخبرها اني لم أجد حنان في اي مكان
عندما دخلت الى القاعة فلم أجد ندى ايضاً "يا الهي ما بهم ينقرضون بالتدريج
لقد تعبت من البحث
قاطعت بقية الفتيات عن ضحكهن
:"هل رأيتم ندى؟
قالوا :
"ماذا ندى؟؟ نعم نعم
رأيتها تدخل دورة المياه"
"حسناً , شكراً"
اسرعت الى دورة المياة .. فماذا رأيت؟
ليتني لم أدخل ؟ ليتني لم آتي هذا اليوم
ليت أمي لم تلدني .. ليتها كانت مزحة
ذرفت دم الدموع .. لم اصدق عيناي
وانا متسمرة في مكاني .. أخرستني الصدمه
ذهلت جداً بل صعقت وانا ارى حنان أحب ما على الكون
تمسك بمغسلة المياة بقوة لاتسعفها تكاد تسقط من شدة الأعياء
هرعت اليها مذعورة :
"حنان ما بك ؟ماالذي أصابك؟"
"حنان!!"
رفعت راسها بصعوبه كانت أطراف يديها باردتين
وترتجف بشده , يزخ منها العرق
كان وجهها شاحباً جداً جداً تردد بهذيان
"اصمتي .. اصمتي"
وانا مذهوله لما اراه
اعتدت ان اراها متعبة ولكن .. هذه المرة شيء مختلف
ارهاق من نوعٍٍ آخر
اغمضت عينيها بشده وهي ترتعد على نحو مخيف
تفوهة بتمتمات لم أعيها ثم سقطت حاولت اسنادها أجلستها الى جانبي
في وضع المستلقيه بين يدي
ازدرئت ريقها بصعوبه فتحت عينيها ثم
وضعت يدها على خصلات شعري تهدهدها بإبستسامة قالت:
"راويه .. عزيزتي لا بل صغيرتي المدللة .. اعلم انك
كبيرة بما فيه الكفاية لتفهمي كل ما يدور حولك وعلى فكرة أعترف لك بإنك فتاة
ذكية جداً احب فيك فطنتك .. و سرعة بديهتك
التفت الى ندى مستفسرة لا بل مستنجده بنظرات حائره
؟ما مناسبة هذا الكلام "
رأيتها هي الأخرى حزينة تذرف دموعُُ غزيرة وهي مطرقة الرأس
التفتت الي وأشارت الى بكل هدوء بل برود أن اصمت و اسمعها
"ماذا يحدث ما بكم ؟"
قالت لي (حنان) :
"راويه ... كان غرضي من نعتك بالصغيرة ليس استخفافاً بك أو, تهاون... اريدك ان تبقي صغيرة ببرأة الأطفال.. كي لا يمسك غدر هذه الدنيا "
أجهشت ندى بالبكاء اتت مسرعه
"لماذا؟ لماذا فعلت ذلك ؟"
و.......................... ................. لم تستطع ان تكمل
اكملت حنان :
"راويه ..انا لم ادمن المخدرات .. انحرافاً انما كان هروباً من واقع مرير لم استطع ان اتناساه ولن أغفره ابداً"
الجمتني الصدمه !!!!!!!!!!!
"أخذت الجرعة الزائدة بأرادتي" !!!!!!!!!
اجتاحني دواااااااار براسي .. لم اصدق ما اسمع و لم استوعب ما انا بصدده
مستحيييييييييييييييل! انت لا اخر ما أظن
ثم فااااارقت الحييييييييييييياة بلا وداع
بكيت كثيراً عليها .. فقد كانت محبوبتي الرائعة
وندى لم تحرك ساكن .. ولم تنطق بحرف منذ ذالك اليوم المشؤم
حاولت مراراً السؤال اريد ان تطلعني على السبب .. ما الذي كانت تقصده حنان بواقع مرير؟
ما الذي حدث معها ؟ .... تكفي بنظرات ساذجة , ذابلة الي .. وتشيح بوجهها للناحية الاخرى .......
عنفتها .. وكثيراً ما افعل :
"ارجوك ما السبب .. اكاد اختنق .. سأجن " لم اعد طفلة لقد اثبت جدارتي ووصلت الى مبتغاي دخلت الجامعه معكن هيا انطقي ..... ساد صمت طويييييييييل جداً
وعينيها لا تفارق النافذة وتدمعان بشدة .. التفتت الي وانا واجمة في غضبي
قالت وهي تبتسم بصعوبة .. بائسة مداعبة خدي
"لا تقحمي نفسك بألعاب الكبار"
ليست مسألة حجم انما لا نريد ان نخسرك
وبنبرة متقطعة وهي تتفرس بوجهي وتتمعن بما تخفية عيناي قالت بعطف :
"راويه ارجوك .. عديني ان تنتبهي لنفسك جيداً "
انهرت ببكاء مرير...
احتضنتي وهي تهمس لأذني
"لا تبكي ارجوك .. عزيزتي صدقيني نحن لا نستحقك ابداً"
"لم اعد أفهم شيئاً"
قالت :
"متأسفة جداً فلا استطيع البوح انها دناءة جمعتنا صدفة وجدنا انفسنا متورطتان بها .. ولا نريد لملاك مثلك ان يدنس او يمسكِ أي اذى و مكروه
حنان لاقت حتفها وارتاحت من هموم الدنيا .. وسبب تعاطيها هو انها لم تتمكن من نسيان ما حدث"
"نسيان ماذا؟"
"اسفة لا اقدر على اكثر من ذلك " اشفق عليك من الألم
ولكن .. ما اريدك ان تعرفيه ان ليس لـ الشباب علاقة "لا تذهبي بعيداً" الأمر أكبر من طيش
العلاقات .. ثم اننا ليس لنا اية حيله .. الذنب ليس ذنبنا
و............................ صمتت
قلت بشغف استحثها :
"أكملي"
"لن استطيع تحمل ذنبها طيلة حياتي .. سيظل يلاحقني تأنيب الضمير مدى الحياة
ومن الأفضل أن اقرر بسرعه"
توقفت عن البكاء وقلت لها :
"تقررين ؟"
تقررين ماذا؟
"هل تنوين الأنتحار و إبادت حياتك انتِ الأخرى ايضاً ؟"
تتبسم ببؤس وسخرية .. أحسست ان لم يعد للحياة أي معنى لها
"ربما.. ومن يدري ؟"
قلت وقد نفذ صبري وخارت قواي و قدرتي على الأحتمال
"لا اريد ان اعرف شيئاً عنكم انتم مجموعة حثاله دعي اسرارك في مكنونك فلست بحاجتها "
تركتها وذهبت
بعد يومين ........ ذهبت لزيارتها لأطمئن عليها
سمعت صوت أنين قوي .. وكان صوتها .. ذهبت الى حيث الصوت .. فاذا بها تمسك بمشرط ....
وبكل جنون وتهور تغرسه في عرق يديها وهي تبكي و تصرخ بهستيريا (تهذي بحنان)
حاولت تضميد جراحها .. وبينما سيارة الاسعاف في طريقها الينا ... فارقت ندى الحياة ..
ويداها على وجهي ....... مشهد مروع تجفل منه القلوب .
**
مصيبتين في الاسبوع نفسه .. اصبت بالحمى و اجتاحتني كآبة شديدة و انطويت طوال السنتين
لااستطع تجاهل ما حدث الى اليوم وانا اهلوس بهن وتراودني كوابيس ضحكهن ولعبهن بشعري ثم فجأة يخطف كل ذلك صورة موتهن امامي .. بتلك الطريقة البشعه .... أُسمعت نحيبي نجوم الشقفة .. ولكن بلاجدوى ....................
.
.
((ما زلت أحبكما و افتقدكما كثيييييراً ..))
بقي سبب انتحارِهما مجهول و محير.. لاأحد يعرف عنه شيئاً.... (((((حتى أنا))))) .......[/center]
